كتاب التذكرة الحمدونية (اسم الجزء: 9)

«464» - أبان اللاحقيّ: [من الطويل]
ولن تعرف النفس النعيم وعزّه ... إذا جهلت حال المذلّة والضرّ
نظر إليه أبو تمام فقال: [من الكامل]
والحادثات وإن أصابك بؤسها ... فهو الذي أدراك كيف نعيمها
«465» - لمّا قتل يحيى بن زيد بن عليّ حمل رأسه إلى الوليد بن يزيد، فأمر به فوضع في حجر أمّه ريطة بنت أبي هاشم عبد الله بن محمد بن علي بن أبي طالب. فلما قتل مروان بن محمد أتي عبد الله بن عليّ برأسه، فدعا بابنته أمّ مروان فألقى الرأس في حجرها، وقال لها: هل تعرفين هذا؟ قالت: نعم، هذا رأس أمير المؤمنين. فقال: هذا جزاء ما فعلتم بيحيى بن زيد لمّا أتي الوليد برأسه، أمر به فألقي في حجر أمّه، فهذه بتيك.
ولم يزل يحيى مصلوبا حتى خرج أبو مسلم فأمر به فصلّي عليه ودفن، وأمر بالنياحة والبكاء عليه سبعة أيام بمرو. وكان أصل السواد أنّ أبا مسلم أمر بتسويد الثياب للمصيبة. وجعل أبو مسلم يتتبّع قتلة يحيى فيقتلهم.
«466» - قال داود بن رشيد: حدّثني أبي، قال: دعاني المنصور وقد كربه أمر ابراهيم بن عبد الله بن الحسن، فقال لي: يا رشيد، أعدّ لي ألف غلام من نجب غلماني وألف فرس من نجب خيلي، وألف خريطة من مالي، وائتني في وقت كذا من الليل، وهو يريد أن يتوجّه إلى خراسان.
قال: ففعلت ما أمرني، وأتيته فوجدته عليه ثيابه وهو على كرسيّ، فقال لي: ما

الصفحة 240