كتاب التذكرة الحمدونية (اسم الجزء: 9)

صنعت يا رشيد؟ فقلت: يا أمير المؤمنين، هذه الخيل والغلمان والأموال بالباب.
قال: فقام، وقدّمت إليه فرسه ليركب وأخذت له بالرّكاب، فوضع رجله في الرّكاب وأخذ بمعرفة الفرس ومؤخّر السّرج ليتحامل للركوب. قال: ثم سمعته يقول: فأين تلاعب صبياننا؟ قال: ثم أخرج رجله من الرّكاب وعاد فجلس وقال: يا رشيد، حطّ. قال: ففعلت، وأتاه الخبر أنّ ابراهيم قد قتل.
«467» - قال ابن الكلبيّ: قالت عجوز من العرب لبنات لها ثلاث: صفن ما تحببن من الأزواج. قالت الكبرى: أريده أروع بسّاما، أحذّ مجذاما، سيّد ناديه، وثمال عافيه، ومحسب راجيه، فناؤه رحب، وقياده صعب.
الأحذّ: الخفيف السريع، والمجذام: مفعال من الجذم وهو القطع، تريد أنّه قطّاع للأمور.
وقالت الأخرى: أريده عالي السّناء [1] مصمّم المضاء، عظيم نار، متمّم أيسار [2] ، يفيد ويبيد، ويبدىء ويعيد، في الأهل صبيّ، وفي الجيش كميّ، تستعبده الحليلة، وتسوّده الفضيلة.
وقالت الصغرى: أريده بازل عام [3] ، كالمهنّد الصّمصام، قرانه حبور، ولقاؤه سرور، إن ضمّ قضقض، وإن دسر [4] أغمض، وإن أخلّ أحمض [5] .
قالت أمّها: فض فوك! لقد فررت [لي] شرّة الشباب جذعة [6] .
__________
[1] السناء: الشرف.
[2] أيسار: جمع يسر وهو الذي يشارك في الميسر.
[3] بازل عام: تام الشباب كالبعير اذا اشتد عوده.
[4] دسر: طعن.
[5] الإحماض: المفاكهة.
[6] فررت شرة الشباب جذعة: أعدت حدة الشباب عودا على بدء.

الصفحة 241