كتاب التذكرة الحمدونية (اسم الجزء: 9)

«468» - قيل لكثيّر: ما لك لا تقول الشعر، أأجبلت؟ [قال] : والله ما كان ذاك؛ ولكن فقدت الشباب فما أطرب، ورزئت عزّة فما أنسب، ومات ابن ليلى فما أرغب- يعني عبد العزيز بن مروان.
«469» - قال عبد الله بن عليّ بعد قتله من قتل من بني أميّة لاسماعيل بن عمرو ابن سعيد بن العاص: أساءك ما فعلت بأصحابك؟ فقال: كانوا يدا فقطعتها، وعضدا ففتّتّها، ومرّة فنقضتها، وركنا فهدمته، وجناحا فهضته؛ فقال: إني لخليق أن ألحقك بهم، قال: إنّي إذا لسعيد.
«470» - كتب الحسن بن سهل إلى محمد بن سماعة القاضي: أما بعد، فإني احتجت لبعض أموري إلى رجل جامع لخصال [الخير] ، ذي عفّة ونزاهة، قد هذّبته الآداب، وأحكمته التجارب، ليس بظنين في رأيه، ولا بمطعون في حسبه؛ إن اؤتمن على الأسرار قام بها، وإن قلّد مهمّا من الأمر أجزأ فيه؛ له سنّ مع أدب ولسان تقعده الرّزانة ويسكّنه الحلم؛ قد فرّ عن ذكاء وفطنة، وعضّ على قارحة من الكمال؛ تكفيه اللحظة، وترشده السّكنة؛ قد أبصر خدمة الملوك وأحكمها، وقام بأمورهم فحمد فيها؛ له أناة الوزراء، وصولة الأمراء، وتواضع العلماء، وفهم الفقهاء، وجواب الحكماء؛ لا يبيع نصيب يومه بحرمان غده، يكاد يسترق قلوب الرّجال بحلاوة لسانه، وحسن بيانه، دلائل الفضل عليه لائحة، وأمارات العلم له شاهدة؛ مضطلعا بما استنهض، مستقلّا بما حمّل؛ وقد آثرتك بطلبه، وحبوتك بارتياده، ثقة بفضل اختيارك، ومعرفة بحسن تأتّيك.
فكتب إليه:
إني عازم أن أرغب إلى الله حولا كاملا في ارتياد مثل هذه الصفة، وأفرّق

الصفحة 242