كتاب التذكرة الحمدونية (اسم الجزء: 9)

الرّسل الثّقات في الآفاق لالتماسه، وأرجو أن يمنّ الله بالإجابة فأفوز لديك بقضاء حاجتك، والسلام.
«471» - قال معاوية لصعصعة بن صوحان: صف لي الناس، فقال:
خلق الناس أخيافا: فطائفة للعبادة، وطائفة للتجارة، وطائفة خطباء، وطائفة للبأس والنّجدة، ورجرجة فيما بين ذلك يكدّرون الماء ويغلون السّعر [ويضيّقون الطريق] .
الرّجرجة: شرار الناس ورذالهم. وأصل الرّجرجة: الماء الذي قد خالطه كدر، وجمعه رجارج.
«472» - دخل الأحنف على معاوية ويزيد بين يديه، وهو ينظر إليه إعجابا به، فقال: يا أبا بحر، ما تقول في الولد؟ فعلم ما أراد، فقال: يا أمير المؤمنين، هم عماد ظهورنا، وثمر قلوبنا وقرّة أعيننا، بهم نصول على أعدائنا، وهم الخلف منّا لمن بعدنا، فكن لهم أرضا ذليلة، وسماء ظليلة؛ إن سألوك فأعطهم، وإن استعتبوك فأعتبهم، لا تمنعهم رفدك فيملّوا قربك، ويكرهوا حياتك، ويستطيلوا أوقاتك.
فقال: لله درّك يا أبا بحر! هم كما وصفت.
473- قال [إبراهيم] بن التوأم: الروح عماد البدن، والعلم عماد الروح، والبيان عماد العلم.
474- قال بعض علماء المنطق: الكلام عيار على كلّ صناعة، وزمام على كلّ عبارة، وقسطاس يعرف به الفضل والرّجحان، وميزان تحرّج به الزيادة والنقصان، وكير يميّز به الخالص والشّوب، ويعرف به العين والإبريز، وراووق يعرف به الصّفو والكدر، وسلّم يرتقى به إلى معرفة الكبير والصغير، ويوصل معه إلى الخطير والحقير، وأداة للتفصيل والتحصيل، وإدراك الدقيق

الصفحة 243