كتاب التذكرة الحمدونية (اسم الجزء: 9)

بن أسيد [1] ، وكان القادم بهما إسحاق بن الأزرق، فلم ينظر إليهما. فقالت له: يا أمير المؤمنين، قد خبت نفوسهما وساءت ظنونهما لما ظهر من جفائك. فانتهرها وقال: ليست هذه الأيام من أيّام النساء، لا سبيل إليهما حتى أعلم: رأسي لإبراهيم، أم رأس إبراهيم لي! «494» - ولمّا أتي المنصور برأس إبراهيم، وضعه بين يديه وجلس مجلسا عامّا، فكان الرجل يدخل، يسلّم ويسيء القول لإبراهيم ويتناوله بالكلام القبيح طلبا لرضا المنصور، وهو مطرق ممسك متغيّر الوجه، حتى دخل عليه جعفر بن حنظلة البهرانيّ، فوقف وسلّم ثم قال: أعظم الله أجرك يا أمير المؤمنين في ابن عمّك، وغفر له ما فرّط فيه من حقّك، فأسفر لون أبي جعفر وأقبل عليه فقال: أبا خالد، ههنا، مرحبا وأهلا، فعلم أنّ ذلك قد أرضاه فقالوا مثل ما قال جعفر بن حنظلة.
«495» - الأفوه الأودي: [من البسيط]
فينا معاشر لم يبنوا لقومهم ... وإن بنى قومهم ما أفسدوا عادوا
لا يرشدون ولم يرعوا لمرشدهم ... والجهل منهم معا والغيّ ميعاد
أضحوا كقيل ابن عمرو في عشيرته ... إذ أهلكت بالذي أسدى لها عاد
ويروى: كانوا كمثل لقيم في عشيرته.
أو بعده كقدار حين تابعه ... على الغواية أقوام فقد بادوا
والبيت لا يبتنى إلا له عمد ... ولا عماد إذا لم ترس أوتاد
__________
[1] الطبري: أسد.

الصفحة 250