كتاب التذكرة الحمدونية (اسم الجزء: 9)

وخرج الشيخ، ورجعت أنا والله من ذلك اليوم عن هذه المقالة، ولم أشكّ في أنّ أمير المؤمنين الواثق رجع عنها.
«497» - أصيب على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجل مقتول لا يعلم من قتله، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على النبيّ صلّى الله عليه وسلم، ثم قال: أيّها الناس، ناشدت الله رجلا قتله إلا أنبأنا بذلك، فقام رجل فقال:
أنا قتلته يا أمير المؤمنين. قال: ولم ذلك؟ قال: لأني سمعته على فراش جار لي وهو مع امرأته، وجاري غائب في بعض البعوث، وهو يتغنّى رافعا صوته لا يكني: [من الوافر]
وأشعث غرّه الإسلام منّي ... خلوت بعرسه ليل التّمام
أبيت على ترائبها ويمسي ... على قبّاء لاحقة الحزام
كأنّ مواضع الرّبلات منها ... فئام قد جمعن إلى فئام
فقال عمر: اقتل وأنا معك، وقبل قوله وأجاز شهادته.
«498» - ابن الرومي: [من الكامل]
إنّ الطبيب بطبّه ودوائه ... لا يستطيع دفاع مكروه أتى
ما للطبيب يموت بالداء الذي ... قد كان يبرىء مثله فيما مضى
هلك المداوى والمداوي والذي ... جلب الدواء وباعه ومن اشترى
«499» - قال الرشيد لأعرابيّ رآه يرعى: لم سمّيت الحقّة حقّة؟ قال: لأنها استحقّت أن يحمل عليها من ظهرها وبطنها، قال: أشهد أنّك راع حقّا! 500- قيل: أوّل من عقد الولاية والألوية إبراهيم الخليل عليه السلام.

الصفحة 255