كتاب التذكرة الحمدونية (اسم الجزء: 9)

ولقد علمت بأنّ ذلك معصم ... ما كنت تتركه بغير سوار
فقال الواثق: قد وصلته بخمسمائة دينار.
54»
- صلى الحجاج إلى جنب ابن المسيّب، فرآه يرفع قبل الإمام ويضع، فلما سلّم أخذ بثوبه حتى فرغ من صلاته ودعائه، ثم رفع نعليه على الحجاج، وقال: يا سارق! يا خائن! تصلي هذه الصلاة؟ لقد هممت أن أضرب بهما وجهك! وكان الحجاج حاجّا، فرجع إلى الشام، وجاء واليا على المدينة، ودخل من فوره المسجد قاصدا مجلس سعيد، فقال له: أنت صاحب الكلمات؟ قال: نعم أنا صاحبها، قال: جزاك الله من معلّم ومؤدّب خيرا، ما صليت بعدك صلاة إلا وأنا ذاكر قولك.
«542» - قال سعيد بن وهب على البطالة فدخلت قلبه رقّة، فحجّ ماشيا، فجهد، فقال: [من الرمل]
قدميّ اعتورا رمل الكثيب ... واطرقا الآجن من ماء القليب
ربّ يوم رحتما فيه على ... نضرة الدنيا وفي واد خصيب
فاحسبا ذاك بهذا واصبرا ... وخذا من كلّ فن بنصيب
«543» - مطر مصر مثل في نافع يستضرّ به، لأنّها لا تمطر فإن مطرت كان المطر ضررا عليها، وفي ذلك يقول شاعر: [من الطويل]
وما خير قوم تجدب الأرض عندهم ... بما فيه خصب العالمين من القطر
إذا بشّروا بالغيث ريعت قلوبهم ... كما ريع في الظلماء سرب القطا الكدر

الصفحة 287