كتاب التذكرة الحمدونية (اسم الجزء: 9)

لعمري لقد ربّيته فرحا به ... فلا يفرحن بعدي امرؤ بغلام
«554» - قال عمر رضي الله عنه: تكثّروا من العيال فإنّكم لا تدرون ممّن ترزقون.
555- وقال المأمون: أقرباء الرجل بمنزلة الشّعرة من جسده، فمنه ما يخفى ويتّقى وممنه ما يلزم ويخدم.
556- وقيل لحكيم: لم لا تطلب الولد؟ قال: لحبّي له.
557- وقال الحجاج لابن القرّيّة: أي الثّمار أشهى؟ قال: الولد، وهو من نخل الجنة.
«558» - عن الكسائي أنه دخل على الرشيد فأمر بإحضار الأمين والمأمون.
قال: فلم ألبث أن أقبلا ككوكبي أفق يزينهما هديهما ووقارهما، وقد غضّا أبصارهما، وقاربا خطوهما حتى وقفا على مجلسه. فسلّما عليه بالخلافة، ودعوا له بأحسن الدّعاء؛ فاستدناهما، فأجلس محمدا عن يمينه وعبد الله عن شماله؛ ثم أمرني أن ألقي عليهما أبوابا من النحو، فما سألتهما عن شيء إلا أحسنا الجواب عنه؛ فسرّه سرورا استبنته فيه، وقال: كيف تراهما؟ فقلت: [من الطويل]
أرى قمري أفق وفرعي بشامة ... يزينهما عرق كريم ومحتد
سليلي أمير المؤمنين وحائزي ... مواريث ما أبقى النبيّ محمّد
يسدّان أنفاق النّفاق بشيمة ... يؤيّدها حزم وعضب مهنّد
قلت: ما رأيت- أعزّ الله أمير المؤمنين- أحدا من أبناء الخلافة ومعدن الرّسالة وأغصان هذه الشجرة الزاكية أذرب منهما ألسنا، ولا أحسن ألفاظا، ولا أشدّ

الصفحة 291