كتاب التذكرة الحمدونية (اسم الجزء: 9)

«562» - صدع ملك فأمره الطّبيب أن يضع قدميه في الماء الحارّ. فقال خصيّ عنده: وأين القدم من الرّأس! فقال: أين رأسك من بيضتيك؟ نزعتا فذهبت لحيتك.
«563» - قال عبد الملك عند موته: يا وليد! لا أعرفنّك إذا أنا متّ تجلس وتعصر عينيك وتحنّ كما تحنّ الأمة الوكعاء، لكن ائتزر وشمّر والبس جلد النّمر وضعني في حفرتي وخلّني وشأني وعليك وشأنك، وادع الناس إلى بيعتك، فمن قال بوجهه هكذا، فقل بسيفك هكذا. ثمّ بعث إلى محمّد وخالد ابني يزيد بن معاوية فقال: هل بكما من ندامة على بيعة الوليد؟ قالا: ما نعرف أحقّ بالخلافة منه. قال: أولى لكما! والله لو قلتما غير ذلك لضربت الذي فيه أعينكما. ثمّ رفع ثني فراشه، فإذا سيف مجرّد ونفسه تتردّد في حنجرته وهو يقول: الحمد لله الذي لا يبالي أصغيرا أخذ من خلقه أم كبيرا حتّى فاضت نفسه. ودخل عليه الوليد ومعه بناته يبكين فتمثّل: [من الطويل]
ومستخبر عنا يريد بنا الرّدى ... ومستخبرات والدّموع سواجم
وكان الطّبيب قد حماه الماء فقال: اسقوني وإن كانت فيها نفسي، فسقوه فمات.
«564» - جعل لجعدة بنت الأشعث امرأة الحسن بن عليّ عليهما السّلام مائة ألف درهم على أن تسمّه، ومكث شهرين، وإنّه ليرفع من تحته كذا كذا طستا من دم. وكان يقول: سقيت السّمّ مرارا ما أصابني فيها ما أصابني

الصفحة 293