كتاب التذكرة الحمدونية (اسم الجزء: 9)

وقد روي أنّ هذا الولد اسمه عبد الملك، وكنيته أبو مروان، وأنّ عبيد الله بن سليمان ولاه ديوان البريد والخرائط، فتقلّده ثلاثين سنة أو أكثر حتى عرف بأبي مروان الخرائطي ونسي نسبه.
«570» - وروي في هذا الخبر أنّ محمد بن عبد الملك قال لسليمان: كأني بك قد ذكرت عبيد الله وأمّلت فيه الآمال، وو الله لا رأيت فيه شيئا ممّا تأمله، وأنا أستحلفك بالله إن بلغ النك هذا إلا أوصيته إن جاءه ابني بشيء من هذا إلّا وأسرف بعد ذلك في الاستماع. فما مضت إلا مدّة يسيرة حتى سخط المتوكّل على ابن الزيّات، وتولّى سليمان مناظرته. ووصّى سليمان ابنه وقال: يا بنيّ، إن [رفعك] الله ووضعه حتى يحتاج إليك، فأحسن إليه.
«571» - قال يحيى بن خاقان: كان المأمون ألزمني خمسة آلاف ألف درهم، فأعلمته أني لا أملك إلا سبعمائة ألف، وحلفت على ذلك أيمانا مغلّظة اجتهدت فيها، فلم يقبل منّي وحبسني عند أحمد بن هشام؛ وكان بيني وبينه شرّ، وكان يتقلّد الحرس. فقال لأحد الموكّلين بي: احفظوه، واحذروا أن يسمّ نفسه. ففطن المأمون لمراده فقال له: يا أحمد، لا يأكل يحيى بن خاقان إلا ما يؤتى به من منزله. قال: فأقمت على ذلك، فوجّه إليّ فرج الرخّجي بألف ألف درهم، ووجّه الحسن بن سهل بألف ألف درهم، فأضفت ذلك إلى ما كان عندي، واضطربت حتى جمعت خمسة آلاف ألف درهم. فلما اجتمعت كتبت إلى المأمون بحصول المال الذي ألزمنيه، فأمر بإحضاري فدخلت إليه وبين يديه أحمد بن أبي خالد، وعمرو بن مسعدة، وعليّ بن هشام، فلما رآني قال لي: أفلم تخبرني وتحلف لي أنّك لا تملك إلا سبعمائة ألف، فمن أين لك هذا المال؟ فصدقته عن الأمر وقصصت عليه القصّة، فأطرق طويلا ثم قال لي: قد

الصفحة 302