كتاب التذكرة الحمدونية (اسم الجزء: 9)

وامتلأت منه الحفر، وفارت منه الغدران، وكنت في مثل وجار الضبع حتى وصلت إليك. فلما قدمت على سليمان قال: هل كان وراءك من غيث؟ فقلت ذلك. فضحك وقال: هذا كلام لست بأبي عذره. فقلت: صدق فوك، يا أمير المؤمنين، اشتريته والله بدرهمين.
639- قال بشير أخو بشّار، وكانوا ثلاثة إخوة لأم: حنفي وسدوسي وعقيليّ: لو خيّرك الله أن تكون شيئا من الحيوان، إلى أيّ شيء كنت تحب أن تكون؟ قال: عقاب، لأنها تبيت بحيث لا ينالها سبع ولا ذو جناحين، وهي معمّرة، وإن شاءت كانت فوق كلّ شيء، وإن شاءت كانت بقرب كلّ شيء، تغدّى بالعراق وتعشّى باليمن، ريشها فروها في الشتاء وخيشها في الصيف، وهي أبصر خلق الله.
«640» - ابن نباتة: [من الكامل]
وإذا عجزت عن العدوّ فداره ... وامزج له إنّ المزاج وفاق
فالنار بالماء الذي هو ضدّها ... تعطي النّضاج وطبعها الإحراق
«641» - البغاء ويروى للرضي ما يماثلها في موضع آخر: [من الكامل]
الظلم بين الأقربين مضاضة ... والذّلّ ما بين الأقارب أروح
فإذا أتتك من الرجال قوارص ... فسهام ذي القربي القريبة أجرح
«642» - وقال محمد بن هانىء: [من الطويل]
جهلت الهوى حتى اختبرت عذابه ... كما اختبر الرّعديد بأس المصمّم
وقدت إلى نفسي منيّة نفسها ... كما احترقت في نارها كفّ مضرم

الصفحة 326