كتاب التذكرة الحمدونية (اسم الجزء: 9)

أوليهم صمّاء أذن سميعة ... إذا ما وعت ألوت بها غفلاتها
يطول إذن همّي إذا كنت كلّما ... سمعت نباحا من كلاب خساتها
هم استلدغوا رقش الأفاعي ونبهوا ... عقارب ليل نائمات حماتها
وهم نقلوا عنّي الذي لم أفه به ... وما آفة الأخبار إلا رواتها
أريد لأن أحنو على الضّغن بيننا ... وتأبى قلوب أنغلتها هناتها
وما النفس في الأهلين إلا غريبة ... إذا فقدت أشكالها ولداتها
بني مطر خلّوا نفوسا عزيزة ... تنام فأولى أن يطول سباتها
غرست غروسا كنت أرجو لحاقها ... وآمل يوما أن تطيب جناتها
فإن أثمرت لي غير ما كنت آملا ... فلا ذنب لي إن حنظلت نخلاتها
«649» - وقال أيضا: [من الطويل]
وما قولي الأشعار إلا ذريعة ... إلى أمل قد آن قود جنيبه
وإني إذا ما بلّغ الله منيتي ... ضمنت له هجر القريض وحوبه
فهل عابني قول عقدت بفضله ... فخاري وحصّنت العلا بضروبه
«650» - وقال محمد بن هانىء: [من الطويل]
أمّا وقد لاح الصباح بلمّتي ... وانجاب عمّا يبتني وتكشّفا
فلئن صبرت لأصبرنّ تصنّعا ... ولئن لهوت لألهونّ تكلّفا
ولئن ذكرت الغانيات فخطرة ... تعتاد قلبا بالحسان مكلّفا
ولقد هززت غصونها بثمارها ... وهصرتهنّ مهفهفا فمهفهفا
والبان في الكثبان طوع يدي إذا ... أومأت إيماء إليه تعطّفا
ولقد هززت الكأس من يد مثلها ... وصحوت عّما رقّ منها أو صفا

الصفحة 329