كتاب التذكرة الحمدونية (اسم الجزء: 9)

عثمان فأشرك والله في دمه إذ ولد مثلك؛ ثم نهض كالمجنون حتى أخذ برأس بعيره. وضحك أبان حتى سقط، وضحك كلّ من كان معه. وكان الأعرابي بعد ذلك إذا لقي أشعب يقول: هلم إليّ يا ابن الخبيثة حتى أكافيك على قيمتك المتاع يوم قوّم، فيهرب أشعب منه.
«666» - تزوج نديم لأبي شراعة القيسيّ يقال له تبّان [1] امرأة فاتّفق عرسه في ليلة طلّق فيه أبو شراعة امرأة كانت له، فعوتب في ذلك وقيل له: بات تبّان عروسا وبتّ عزبا، فقال في ذلك: [من الطويل]
أتت عرس تبّان فهبّت تلومني ... رويدك لوما فالمطلّق أحوط
رويدك حتى يرجع البرّ أهله ... وترحم ذات العرس من حيث تغبط [2]
إذا قال للطحان عند حسابه ... أعد نظرا إني إخالك تغلط
فما راعه إلا دعاء وليدة ... تعلم إلى السّوّاق إن كنت تنشط [3]
هنالك يدعو أمّه فيسبّها ... ويلتبس الأجر العقوق فيحبط
فنادى العلى إني لفضلك شاكر ... أبيت وحيدا كلما شئت أضرط [4]
ثم بلغه عن تبّان هذا أنه عجز عن امرأته ولم يصل إليها ولقي منها شرّا، فقال فيه: [من الطويل]
رمى الدهر في صحبي وفرّق جلّاسي ... وأبعدهم عني بظعن وإعراس
وكلّهم يبغي غلافا لأيره ... وأقعدني عن ذاك فقري وإفلاسي
__________
[1] في الأصل: بنان والتصويب عن الأغاني.
[2] الأغاني: ويرحم رب العرس من حيث يغبط.
[3] الأغاني: «هلم» بدلا من «تعلم» .
[4] الأغاني: فيا ذا بدلا من فنادى.

الصفحة 338