كتاب التذكرة الحمدونية (اسم الجزء: 9)

أصبت ثلاثمائة درهم فاشتريت هذه الناقة فأضجرتني، فحلفت بطلاقك ثلاثا أني أبيعها يوم أقدم الكوفة بدرهم، قالت: أنا أحتال لك. فعلّقت في عنق الناقة سنّورا، وقالت: أدخلها السوق فناد من يشتري السنّور بثلاثمائة درهم والناقة بدرهم، ولا أفرّق بينهما. قال: ففعل؛ فجاء أعرابيّ فجعل يدور حول الناقة ويقول: ما أسمنك! ما أفرهك! ما أرخصك لولا هذا الشبارك! «675» - قيل لما حضرت الفرّاء النحويّ الوفاة دخل إليه بعض أصحابه فقال له: ما قال لك الطبيب؟ فقال: وما عسى أن يقول الطبيب إن صحة وإن مرضا، إن رفعا فرفعا، وإن نصبا فنصبا، وإن خفضا فخفضا. قال:
فكان هذا آخر ما تكلّم به، ثم مضى، رحمه الله.
«676» - دخل رجل على مغنّية وقد حضرتها الوفاة، فقال لها: قولي لا إله إلا الله، فقالت [من الكامل] :
أزف الرحيل وشدّت الأحداج
«677» - ودخل رجل على زفر، رحمه الله، وهو يجود بنفسه، فشاهده فقال: الجواب عن هذا أن يدفع إلى إحدى المرأتين ستة أسباع الصّداق.
678- واحتضر رجل كان يجيد اللعب بالشطرنج. فقيل له: قل لا إله إلا الله، فقال: شاه مات.
«679» - قيل إن الحجاج بعث بالغضبان بن القبعثرى ليأتيه بخبر عبد الرحمن ابن محمد بن الأشعث وهو بكرمان، وبعث عليه عينا، وكذاك كان يفعل، فلما انتهى الغضبان إلى عبد الرحمن قال له: ما وراءك؟ قال: شرّ، تغدّ بالحجاج قبل

الصفحة 344