كتاب التذكرة الحمدونية (اسم الجزء: 9)

المطلوبة، وقد رسمت لها ما أرادت. فشتمه وانصرف.
«685» - قال العتبي: سرّح المهديّ لحيته ثم قبض عليها فكأنه استصغرها، فأحسّ به أعرابيّ فقال: يا أمير المؤمنين، إنّ لحيتك لجميلة أصيلة، لم تطل فتسمج ولم تصغر فتستقبح، بل خرجت بمقدار من صانع أحكم صنعتها وأحسن نباتها، فمن رأى صاحبها أفلح، ومن طلب إلى حاملها أنجح، ثم قال:
[من الكامل المجزوء]
لا تعجبنّ بلحية ... كثّت منابتها طويله
يهوي بها عصف الريا ... ح كأنها ذنب السّخيله
قد يرزق الشرف الفتى ... يوما ولحيته قليله
فأعجب بكلامه ووصله.
«686» - قال المنصور لابن عياش المنتوف: لو تركت لحيتك، أما ترى عبد الله ابن الربيع ما أحسنه؟ قال: والله يا أمير المؤمنين لأنا أحسن منه. قال: يا سبحان الله وتحلف أيضا؟ قال [ابن عياش] : لئن لم تصدّقني فاحلق لحيته وأقمه إلى جانبي ثم انظر أيّنا أحسن.
«687» - عبد الله بن إسحاق بن سلام المكاري [1] : [من الكامل]
وتكيد ربّك في مغارس لحية ... الله يزرعها وكفّك تحصد
تأبى السجود لمن براك تمرّدا ... وترى العبيد الأرذلين فتسجد
__________
[1] في الأصل: الهكاري والتصويب عن معجم الأدباء.

الصفحة 349