كتاب التذكرة الحمدونية (اسم الجزء: 9)

ألا من لنفس وأحزانها ... ودار تداعى بسكانها
أسوّد وجهي بتبييضها ... وأهدم كيسي بعمرانها
«839» - دخل رجل على الحطيئة وهو مضطجع في فراشه وإلى جانبه سوداء فقال له الحطيئة: أتدري من هي؟ قال: لا، قال: هي والله التي أقول فيها:
[من الطويل]
وآثرت إدلاجي على ليل حرّة ... هضيم الحشا حسّانة المتجرّد
تفرّق بالمدرى أثيثا كأنه ... على واضح الذّفرى أسيل المقلّد
«840» - قال رجل مطعون النسب لأبي عبيدة لما عمل كتاب المثالب:
سببت العرب جميعا. قال: وما يضرّك أنت من ذلك؟ فقال لأبي عبيدة:
الأصمعيّ دعيّ؟ قال: ليس في الدنيا أحد يدّعي إلى أصمع.
«841» - قال أبو الغلالة الحمدوني: [من المنسرح]
يا سائلي عن حمار طيّاب ... ذاك حمار حليف أوصاب
كأنه والذباب يأخذه ... من كل وجه بقيار دوشاب
«842» - دخل أبو العيناء على محمد بن عبد الملك [الزيات] فجعل لا يكلمه إلا بأطرافه، فقال: إن من حقّ نعمة الله تعالى عندك أن تجعل البسطة لأهل الحاجة إليك، فإن من أوحش انقبض عن المسألة، وبكثرة المسألة مع النّجح يدوم السرور. فقال له محمد: أما إني أعرفك فضوليا كثير الكلام. وأمر به إلى الحبس، فكتب إليه: قد علمت أن الحبس لم يكن من جرم تقدّم إليك، ولكن

الصفحة 393