كتاب التذكرة الحمدونية (اسم الجزء: 9)

شهر الصيّام مبارك لكنّه ... جعلت لنا بركاته في طوله
إنّي ليعجبني كمال هلاله ... وأسرّ بعد كماله بنحوله
«865» - قال علي بن الصباح الكوفي: دخلت على بشار فقال: يا أبا على، أما إني قد أوجعت صاحبكم وبلغت منه، يعني حماد عجرد فقلت: بماذا يا أبا معاذ؟
قال بقولي فيه: [من الخفيف]
يا ابن نهيا رأس عليّ ثقيل ... واحتمال الرأسين خطب جليل
فادع غيري إلى عبادة ربّي ... ن فإنّي بواحد مشغول
فقلت: لم أدعه في عماه؟ ثم قلت: قد بلغ حمادا هذا الشعر وهو يرويه خلاف هذا، قال: فما يقول؟ قلت: يقول إنّك قلت:
فادع غيري إلى عبادة ربّي ... ن فإني عن واحد مشغول
فلما سمعه أطرق وقال: أحسن والله ابن الفاعلة. ثم قال: إني لأحتشمك فلا تنشد أحدا هذين البيتين. وكان إذا سئل عنهما بعد ذلك قال: ما هما لي! 866- قال الزبير بن بكار: لما ولي أبي الحجاز أخذ عبد الله بن يونس الخياط بأن يصلّي الصلوات الخمس جماعة في مسجد رسول الله صلّى الله عليه وسلم. فجاءني هو ومحمد بن الضحّاك وجعفر بن الحسين اللهبي وجماعة معه ووقف بين يدي وأنشدني: [من الراجز]
قل للأمير يا كريم الجنس ... يا خير من بالغور أو بالجلس
وعدّتي لولدي ونفسي ... شغلتني بالصلوات الخمس
فقلت له: ويلك! أتريد أن أستعفيه لك من الصلاة؟ والله ما يعفيك، وإن ذلك يبعثه على اللجاج في أمرك ثم يضرّك عنده. فمضى وقال: إذن نصبر حتى يفرج الله.

الصفحة 399