كتاب التذكرة الحمدونية (اسم الجزء: 9)

منزل للكرا؟ وإذا في الدار مخنّث وفوقه رجل، فصاح المخنّث: أليس ترانا بعضنا فوق بعض من ضيق المكان؟ من أين لنا منزل نكريه؟
«1004» - رأى إنسان مخنّثا ينتف لحيته، فقال له: ويلك! لأيّ شيء تنتف لحيتك؟ قال: أيسرّك أن مثلها في استك؟ قال: لا، قال المخنث: فشيء تأنف منه لاستك، لا آنف لوجهي منه؟
«1005» - ألزم المتوكل عبادة في يوم من شهر رمضان أن يقرأ في المصحف.
فقرأ وجعل يصحّف ويغلط حتى بلغ إلى قوله عزّ وجلّ: وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ
(الحج: 34) فصحّفه وقرأ: وبشّر المخنثين، فطرده.
«1006» - قال حمزة النوفلي: صلى الدّلال المخنّث إلى جنبي في المسجد فضرط ضرطة كبيرة هائلة، فسمعها من في المسجد فرفعنا رؤوسنا وهو ساجد يقول في سجوده: سبّح لك أعلاي وأسفلي، رافعا بذلك صوته، فلم يبق في المسجد أحد إلا فتن وقطع صلاته بالضحك.
«1007» - وقال رجل للدلال أن يزوّجه امرأة فزوّجه. فلما أعطاه صداقها وجاء بها عليه ودخلت عليه قام إليها يواقعها، فضرطت قبل أن يطأها، فكسل عنها ومقتها وأمر بها فأخرجت وبعثت إلى الدلال، فعرّفه ما جرى عليه، فقال له الدلال: فديتك! هذا كلّه من عزّة نفسها. فقال: دعني منك فإني قد أبغضتها اردد عليّ دراهمي. فرد بعضها فقال له: لم رددت بعضها وقد خرجت كما دخلت؟ قال: للروعة التي أدخلتها على استها. فضحك وقال: اذهب وأنت أقضى الناس وأفقههم.

الصفحة 423