كتاب التذكرة الحمدونية (اسم الجزء: 9)

1008- قيل: كان مزبّد يسبق الحاجّ في كلّ عام، وكان يجيء في ثلاث على رجليه. قال: فتزوّج بامرأة ولها صديق صرّاف يختلف إليها في غيبة مزبّد.
وتأخّر مزبّد عن وقته الذي كان يجيء فيه لعلّة أصابته. فظنّ الصراف أنه قد مات أو أصابته بليّة، فأقام في ذلك اليوم عندها ولم يبرح. وجاء مزبّد ودخل على الوالي وخبّره بقصة الحاجّ وانصرف إلى منزله، فدنا من الباب واطّلع من كوة فيه، وإذا الصرّاف مع امرأته في البيت، فلم يستفتح الباب، ومضى من وقته إلى المخنّثين- وكانوا لا يعصونه- فدعاهم فأجابوه، فوقف على بابه وأمرهم فضربوا بطبولهم وزمروا، واجتمع الناس فأقبلوا يقولون له: يا أبا إسحاق ما حدث؟ فيقول: تزوّجت امرأتي. فيقولون: ما بك؟ وما هذه القصة؟ فلا يخبرهم باسمه. قال: فجاء الصرّاف إلى الباب فقال: يا أبا إسحاق، فأذن لي أن أكلّمك. فدنا فقال: اتّق الله من الفضيحة وأنا أفتدي. قال: فافعل، واردد عليّ نفقتها ومهرها نقدا فقد أفسدتها. قال: وكم ذاك؟ قال: خمسون دينارا. قال:
فكتب رقعة إلى غلامه في السوق، ودفعها إليه من تحت الباب، فانطلق وأخذ الخمسين، وقال: أي بني أمّي، تفرّقوا فإنما كنت أمزح. فتفرقوا، ودخل فقنّع رأسه وأدخله سرّا وقعد على امرأته وسكت.
«1009» - قيل لأشعب: لو تركت النوادر ورويت الحديث لكان أنبل لك. قال: والله لقد سمعت الحديث. قال: فحدثنا. قال: حدثنا نافع عن ابن عمر أن النبيّ- صلّى الله عليه وسلم وعلى آله- قال: خصلتان من كانتا فيه كان من خالصة الله. قالوا: هذا حديث حسن فهاتهما. قال: نسي نافع واحدة ونسيت أنا الأخرى.

الصفحة 424