كتاب التذكرة الحمدونية (اسم الجزء: 9)

مظلوم، وهو لا يلتفت إليه؛ فقال له الموبذان: أنصفه قال: إنّ القصير لا يظلمه أحد، فقال: الذي ظلمني أقصر مني، فضحك وأشكاه.
«1015» - سارّ سعيد بن حميد رجل به بخر فقال: مثلك لا يسارّ وإنما يكاتب. وأنشد: [من الخفيف]
كلّمتني فقلت خرا وخير
1016- ورأى فيلسوف قملة تدبّ على رأس أصلع فقال: هذا لص يروم القطع في خربة.
1017- اتفق في ملك محمود بن ملكشاه توجيه القضاة الثلاثة، الهروي والشّهرزوري والهيتي، رسلا إلى الأطراف، وكانوا أعيان عصرهم إلا أنهم عور، فقال فيهم محمد بن الحسين الآمدي: [من البسيط]
أرى العراق بمحمود على خطر ... ظمآن أن رويت فيه السيوف روي
ولست أرجو له صلحا يهذبه ... بالشهرزوريّ والهيتيّ والهروي
عور وأخلق بملك رسله طير ... أن لا يروم وهذا قد بري ودوي [1]
1018- كتب بعضهم إلى محمد بن عبد الملك الزيات: نعّمتني بوطء المطهّمات حتى أصابني الفالج، وأتخمتني بأكل الطيّبات حتى أصابني النّقرس، ولولاك لكنت أبعد من النقرس من فيج، وأسلم من الفالج من مكار؛ وأين شرف أدوائي من جرب الحسن بن وهب ودود أحمد بن أبي خالد؟ وأين أدواء الملوك والأنبياء من أدواء السّفلة والأغبياء؟ فمن كان داؤه أفضل من صحّة غيره، وعيبه أحمد ممّا تراه ضدّه، فما ظنّك بغير ذلك من أمره؟!
__________
[1] هذه الأبيات غير واضحة في الأصل ولم نعثر على مصدر لها لضبطها.

الصفحة 426