كتاب التذكرة الحمدونية (اسم الجزء: 9)

«1034» - مرّ بعضهم في طريق فعيي من المشي، فرفع رأسه إلى السماء وقال: يا ربّ، ارزقني دابّة. فلم يمش إلا قليلا حتى لحقه أعرابيّ راكبا رمكة وخلفه مهرها صغير قد عيي. فقال للرجل: احمل المهر ساعة. فامتنع فقنّعه بالسّوط حتى حمله. فلما حمله نظر إلى السماء فقال: الذنب لي حيث لم أفسّر دابّة تحملني أو أحملها.
1035- قام بعضهم من مجلس ليصلّي فقيل له: أيّ صلاة تصلّيها:
الأولى أو العصر؟ فقال بعض المجّان الحاضرين: أيّ صلاة صلاها فهي الأولى فإنه ما صلّى قبلها.
«1036» - اشترى بعضهم جارية فقيل له: اشتريتها لخدمتك أو لخدمة النساء؟ فقال: بل لنفسي، ولو اشتريتها للنساء لكنت أشتري مملوكا فحلا.
«1037» - لما أخرجت جنازة الصّريمية المغنية كان أشعب جالسا في نفر من قريش فبكى عليها وقال: اليوم ذهب الغناء كلّه وترحم عليها، ثم مسح عينيه والتفت إليهم وقال: وعلى ذلك فقد كانت الزّانية شرّ خلق الله؛ فضحكوا وقالوا: يا أشعب ما بين بكائك عليها ولعنك إيّاها فرق. قال:
نعم، كنّا نجيئها الفاجرة بكبش إذا أردنا أن نزورها فيطبخ لنا من دارنا [1] ثم لا نتعشى- شهد الله- إلا بسلق.
«1038» - نزل على مديني أضياف فتسترت امرأته منهم وتخفّرت، فقال لها زوجها: لوددت أنّ في الدنيا عينا تشتهيك وأنّك أثقلت في كلّ يوم بتو أمين.
__________
[1] الأغاني: دارها.

الصفحة 430