كتاب التذكرة الحمدونية (اسم الجزء: 9)

أكثروا لهم الطعام؛ فإنّه والله ما بطن قوم إلا فقدوا بعض عقولهم، وما مضت عزمة رجل بات بطينا. فلما وجد معاوية ما قاله صحيحا، قال معاوية: إنّ البطنة تأفن الفطنة.
تأفن: أي تنقص، ومنه رجل مأفون وأفين: أي ناقص العقل.
183- قال الحسن: لقد صحبت أقواما ما كان يأكل أحدهم إلا في ناحية بطنه، ما شبع رجل منهم من طعام حتى فارق الدنيا: كان يأكل، فإذا قارب شبعه، أمسك [ ... ] الفضل والله للمعاد.
18»
- قيل لأعرابيّ: ما طعامك؟ قال: الخلّ والزيت، فقيل له: أتصبر عليهما؟ قال: ليتهما يصبران عليّ.
«185» - قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «لا تميتوا القلوب بكثرة الطعام والشراب، فإنّ القلوب تموت كالزّرع إذا كثر عليه الماء» .
186- وقال عيسى عليه السلام: يا بني إسرائيل، لا تكثروا الأكل، فإنّ من أكثر الأكل أكثر النّوم، ومن أكثر النوم أقلّ الصلاة، ومن أقلّ الصلاة كتب من الغافلين.
187- وقال الخليل: أثقل ساعاتي عليّ ساعة آكل فيها.
188- وقال الفضيل: أتخاف أن تجوع؟ لا تخف؛ أنت أهون على الله من ذاك، إنّما كان يجوّع محمّدا صلّى الله عليه وسلم وأصحابه.
189- وعنه: خصلتان تقسّيان القلب: كثرة الأكل، وكثرة الكلام.
190- دخل سفيان بن عيينة على الرشيد وهو يأكل بملعقة، فقال: حدّثت عن جدّك ابن عباس في قوله تعالى: وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ
(الاسراء: 70) ، قال: جعلنا لهم أيديا يأكلون بها. فكسر الملعقة.

الصفحة 94