إليَّ ذراعًا تقربت منه باعًا، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة" (¬1). وفرقة قالت بالوقف عن جميعها. وفرقة قالت بالتأويل في بعضها.
سئل مالك في "العتبية" عن الحديث الذي جاء في جنازة سعد بن معاذ في العرش (¬2): قال: لا يتحدث به، وما يدعو الإنسان إلى أن يتحدث به، وهو يرى ما فيه من التغرير؟!
وحديث "إن الله خلق آدم على صورته" (¬3). وحديث الساق (¬4).
قَالَ ابن القاسم: لا ينبغي لمن يتقي الله أن يتحدث بمثل هذا. قيل له: فالحديث الذي جاء: إن الله يضحك (¬5). فلم يره من هذا وأجازه، وكذلك حديث النزول. ويحتمل أن يفرق بينهما من وجهين:
أحدهما: أن حديث النزول والضحك صحيحان لا طعن فيهما، وحديث اهتزاز العرش قد سلف الإنكار له والمخالفة فيه من الصحابة. وحديث الصورة والساق ليس تبلغ أسانيدهما في الصحة درجة حديث النزول (¬6).
¬__________
(¬1) يأتي برقم (7405) كتاب: التوحيد، باب: قول الله تعالى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ}.
(¬2) حديث اهتزاز العرش لموت سعد، يأتي برقم (3803) كتاب: مناقب الأنصار، باب: مناقب سعد بن معاذ.
(¬3) يأتي هذِه الحديث برقم (3326) كتاب: أحاديث الأنبياء، باب: خلق آدم وذريته.
(¬4) يشير إلى حديث أبي هريرة وأبي سعيد الطويل الآتي برقم (7439) وفيه: "فيقول: هل بينكم وبينه آية تعرفونه: فيقولون: الساق، فيكشف عن ساقه فيسجد له كل مؤمن .. " الحديث.
(¬5) يأتي هذا الحديث برقم (2826) كتاب: الجهاد والسير، باب: الكافر يقتل المسلم ثمَّ يسلم ..
(¬6) انظر: "المنتقى" 1/ 357.