كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 9)

أمية عبد الكريم بن أبي المخارق قيس -ويقال: طارق- المعلم البصري نزيل مكة، روى عن أنس بن مالك وغيره، وعنه أبو حنيفة ومالك، وهو واهٍ، وقد بين مسلم جرحه في مقدمته (¬1)، ولم ينبه البخاري على شيء من أمره، فهو محتمل عنده، كما قَالَ في "تاريخه": كل من لم أبين جرحه فهو على الاحتمال، وإذا قلتُ: فيه نظر، فلا يحتمل. (¬2)
ووهم ابن طاهر فادَّعى أنهما أخرجا له في الحج حديثًا واحدًا (¬3)، والذي أخرجا له ذلك هو عبد الكريم الجزري (¬4) كما خرجا به، مات سنة سبع وعشرين ومائة، أفاده ابن الحذاء، وأهمله المزي (¬5) تبعًا لعبد الغني (¬6).
وقوله: (قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ: سمعته مِنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابن عَبَّاسٍ عَنِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) مقصوده بهذاَ أن سليمان سمعه من طاوس، فإن في السند الأول أتى عنه بالعنعنة، وعبارة أبي نعيم
¬__________
(¬1) "صحيح مسلم" المقدمة ص 16 - 17.
(¬2) لم نجد قول البخاري هذا في المطبوع من التاريخ، ولم يقف عليه أحد من الباحثين فيما نعلم، أفاده د. أحمد معبد، ونقل هذا النص أيضا المزي في "تهذيب الكمال" 18/ 265 ولو ثبت هذا عن البخاري لكان قاعدة يهرع إليها في الحكم على الرجال المسكوت عنهم في "التاريخ".
(¬3) "الجمع بين رجال الصحيحين" 1/ 324.
(¬4) هو عبد الكريم بن مالك الجزري. أبو سعيد الحراني، مولى عثمان بن عفان ويقال: مولى معاوية بن أبي سفيان، رأى أنس بن مالك، عن أحمد بن حنبل: ثقة، ثبت. وعن يحيى: حديث عبد الكريم عن عطاء رديء. وقال ابن حجر: لم يخرج البخاري من روايته عن عطاء إلا موضعًا واحدًا معلقًا، واحتج به الجماعة.
انظر ترجمته في: "التاريخ الكبير" 6/ 88 (1794)، و"تهذيب الكمال" 18/ 252.
(¬5) "تهذيب الكمال" 18/ 259 (3506).
(¬6) ورد بهامش الأصل: وكذلك الذهبي تبعًا للمزي.

الصفحة 15