كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 9)

وأخرجه مسلم (¬1) والأربعة.
ومحمود (خ، م، ت، س، ق) (¬2) الذي يروي عن عبد الرزاق هو ابن غيلان. وجعل خَلَف هذا الحديث في مسند ابن عمر، وجعل بعضه في مسند حفصة،
وأورده ابن عساكر في مسند ابن عمر، والحميدي في مسند حفصة (¬3)، وذكر في رواية نافع عن ابن عمر أنها من مسند ابن عمر. وقال: إذ لا ذكر فيها لحفصة. فحاصله أنهم جعلوا رواية سالم من مسند حفصة، ورواية نافع من مسند ابن عمر.
إذا تقرر ذلك؛ فالكلام عليه من أوجه:
أحدها:
إنما كانت الرؤيا تقص على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنها من الوحي، وهي جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة، كما نطق به عليه أفضل الصلاة والسلام (¬4)، فكان أعلم بذلك من كل أحد، وتفسيره من العلم الذي يجب الرغبة فيه.
ثانيها:
فيه تمني الرؤيا الصالحة ليعرف صاحبها ما له عند الله، وتمني الخير والعلم والحرص عليه.
¬__________
(¬1) "صحيح مسلم" (2479) كتاب: "فضائل الصحابة" باب: من فضائل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
(¬2) ورد بهامش الأصل: محمود شيخ (خ، م، ت).
(¬3) "الجمع بين الصحيحين" للحميدي 4/ 242 - 243 (3472).
(¬4) سيأتي الحديث الدال على ذلك برقم (6983) كتاب: التعبير، باب: رؤيا الصالحين.

الصفحة 25