كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 9)

ثالثها:
جواز النوم في المسجد لقوله: (وَكُنْتُ أَنَامُ فِي المَسْجِدِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -). وفي رواية: أعزب (¬1). ولا كراهة فيه عند الشافعي (¬2).
قَالَ الترمذي: وقد رخص قوم من أهل العلم فيه. وقال ابن عباس: لا تتخذه مبيتًا (¬3) ومقيلا.
وذهب إليه قوم من أهل العلم.
قَالَ ابن العربي: وذلك لمن كان له مأوى، فأما الغريب فهي داره، والمعتكف فهو بيته، ويجوز للمريض أن يجعله الإمام في المسجد إذا أراد افتقاده، كما كانت المرأة صاحبة الوشاح ساكنة في المسجد (¬4)، وكما ضرب الشارع قبة لسعدٍ في المسجد حَتَّى سأل الدم من جرحه (¬5).
ومالك وابن القاسم يكرهان المبيت فيه للحاضر (¬6) القوي، وجوَّزه ابن القاسم للضعيف الحاضر. وقال بعض المالكية: من نام فاحتلم ينبغي أن يتيمم لخروجه منه.
رابعها:
فيه: رؤية الملائكة في المنام وتحذيرهم له؛ لقوله: (فَرَأَيْتُ مَلَكَيْنِ أَخَذَانِي فَذَهَبَا بِي إِلَى النَّارِ).
وفيه: الانطلاق بالصالح إليها في المنام؛ تخويفًا.
¬__________
(¬1) سلفت هذِه الرواية برقم (440) كتاب: الصلاة، باب: نوم الرجال في المسجد.
(¬2) "الأم" 1/ 46.
(¬3) "سنن الترمذي" 2/ 139. عقب الرواية (321)
(¬4) سلف حديث هذِه المرأة برقم (439) كتاب: الصلاة، باب: نوم المرأة في المسجد.
(¬5) هذا الحديث سلف برقم (463) كتاب: الصلاة، باب: الخيمة في المسجد للمرضى وغيرهم، وانظر: "عارضة الأحوذي" 2/ 117 - 118.
(¬6) انظر: "النوادر والزيادات" 1/ 533 "المنتقى" 1/ 312.

الصفحة 26