كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 9)

وفيه: أن السكوت يكون جوابًا.
وفيه: ضرب الفخذ عند التوجع والأسف.
وفيه: تروعه بالقرآن، وسرعة الانصراف عمن كره مقالته، وحفظ علي لما رأى منه، وبثه إياه؛ ليتأسى به غيره، وقبول خبر الواحد. ورواية الرجل عن أبيه عن جده.
وكان علي بن الحسين يوم قتل الحسين ابن سبع عشرة سنة. ولما أمر بقتل من أثبت منهم قام إليه عمرو بن حريث، فنظر إليه، فوجده قد أثبت، فقال: لم ينبت فترك (¬1).
قَالَ الزهري: وما رأيت قرشيًّا أفضل منه (¬2).
وقوله: ({وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا}) [الكهف: 54] احتج به من قَالَ: الإنسان ها هنا عام في سائر الناس المؤمن والكافر، وقيل: هو الكافر خاصة مثل: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2)} [العصر:2] فهذِه أكثر من عشر فوائد معجلة.
وحديث عائشة: إن كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليدع العمل. أخرجه مسلم (¬3). وفي بعض الروايات تقديم قولها: (مَا سَبَّحَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ..) إلى آخره على قولها: (إِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لَيَدَعُ العَمَلَ) (¬4)، وحديثها الآخر سلف في باب إذا كان بين الإمام والقوم حائط وغيره (¬5).
¬__________
(¬1) ذكره ابن سعد في "الطبقات" 5/ 221.
(¬2) انظر: "المعرفة والتاريخ" 1/ 544.
(¬3) مسلم برقم (718) باب: استحباب صلاة الضحى ..
(¬4) "سنن أبي داود" (1293) باب: صلاة الضحى.
(¬5) برقم (729) كتاب: الأذان.

الصفحة 38