كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 9)

فرع:
وأول وقتها ارتفاع الشمس، وآخره ما لم تزل الشمس، وأفضل وقتها ربع النهار، كما قاله الغزالي في "الإحياء" (¬1)، والماوردي، وهو حين ترمض الفصال، وعند الأكثرين: أكثرها ثمانية.
وقال الروياني والرافعي وغيرهما: أكثرها اثنتا عشرة ركعة (¬2)، وفيه حديث ضعيف (¬3).
قَالَ المهلب (¬4): في حديث عائشة أن قيام رمضان بإمام ومأمومين سنة؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - صلى بصلاته ناس ائتموا به، وهذا خلاف من أزرى فقال: سخره عمر ولم يثق إليه في مقالته ولا صدق؛ لأن الناس كانوا يصلون لأنفسهم أفذاذًا، إنما فعل عمر التخفيف عنهم فجمعهم على قارئ واحد يكفيهم القراءة ويفرغهم للتدبر.
واحتج قوم من الفقهاء بقعوده - صلى الله عليه وسلم - عن الخروج إلى أصحابه الليلة الثالثة أو الرابعة وقالوا: إن صلاة رمضان في البيت أفضل للمنفرد من فعلها في المسجد. منهم مالك وأبو يوسف والشافعى (¬5)، وقال
¬__________
(¬1) "إحياء علوم الدين" 1/ 260.
(¬2) "العزيز" للرافعي 2/ 130.
(¬3) روى الترمذي (473)، وابن ماجه (1380) عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من صلى الضحى ثنتى عشرة ركعة بني الله له قصرًا من ذهب في الجنة.
وهو حديث ضعيف -كما ذكر المصنف- وضعفه النووي في "الخلاصة" 1/ 571 (1938)، والألباني في "ضعيف ابن ماجه" (291)، وفي "ضعيف الجامع" (5658).
(¬4) كما في "شرح ابن بطال" 3/ 119.
(¬5) "المدونة" 1/ 193، "الأم" 1/ 125 وهو القول القديم للشافعي والمذهب على خلافه.

الصفحة 47