الشرح:
أما تعليق عمر فأسنده البيهقي من حديث الأعمش عن شقيق قَالَ: لما مات خالد بن الوليد اجتمع نسوة من آل المغيرة يبكين عليه. فقيل لعمر: أرسل إليهن فانههن. فقال عمر: ما عليهن أن يهرقن دموعهن على أبي سليمان، ما لم يكن نقع أو لقلقة (¬1).
وأمَّا قوله: (والنقع: التراب على الرأس) (¬2). فهو أحد الأقوال فيه، وقال ابن فارس: النقع: الصراخ. ويقال: هو النقيع. والنقع: الغبار (¬3)، وقال الهروي: إنه رفع الصوت واللقلقة، كأنها حكاية الأصوات إذا كثرت (¬4). قَالَ شِمْر في قوله: (ما لم يكن نقع ولا لقلقة)، أي: شق الجيوب، وقال الإسماعيلي: النقع هنا: الصوت العالي، واللقلقة: حكايته ترديد النواحة.
وقال صاحب "المطالع" (¬5): النقع: الصوت بالبكاء. قَالَ: وبهذا فسره البخاري. وهو غريب، فالذي فسره ما قدمناه عنه. وقال الأزهري: هو صوت لذم الخدود إذا ضربت (¬6). وقال في "المحكم": إنه الصراخ (¬7). ويقال: هو النقيع. وقيل: وضعهن على رءوسهن النقع، وهو الغبار. وهو موافق لتفسير البخاري.
¬__________
(¬1) "السنن الكبرى" 4/ 71 كتاب: الجنائز، باب: سياق أخبار تدل على جواز البكاء بعد الموت. ورواه أيضًا الحاكم 3/ 297 وغيرهما. وصححه الحافظ كما في "الفتوحات الربانية" 4/ 105.
(¬2) "لسان العرب" 8/ 4527 - 4528.
(¬3) "المجمل" 2/ 883.
(¬4) "غريب الحديث" 2/ 41.
(¬5) ورد بهامش الأصل تعليق نصه: ذكر صاحب "المطالع" التفسيرين: الأول وهذا، وعزاهما إلى البخاري.
(¬6) "تهذيب اللغة" 4/ 3649 - 3651.
(¬7) "المحكم" 1/ 134 - 135.