كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 9)

وقال الكسائي: هو صنعة الطعام في المآتم. قَالَ أبو عبيد: النقيعة: طعام القدوم من السفر لا هذا (¬1). وقال الجوهري: النقيع: الصراخ. ونقع الصوت واستنقع، أي: ارتفع (¬2). وفي "الموعَب": نقع الصارخ بصوته، وأنقع إذا تابعه. وفي "الموعَب" و"الجمهرة" (¬3): إنه الصوت واختلاطه في حرب أو غيرها. فتحصلنا على ثلاثة أقوال فيه.
وأما قوله: (واللقلقة: الصوت) (¬4). فهو كما قَالَ، وقد أسلفنا كلام الهروي فيه، وكذا كلام الإسماعيلي. وقال القزاز: هو تتابع الصوت كما تفعل النساء في المآتم، وهو شدة الصوت. وقال ابن سيده عن ابن الأعرابي: تقطيع الصوت. وقيل: الجلبة (¬5).
قَالَ الداودي: لما قَالَ عمر: دعهن يبكين على أبي سليمان -يعني: خالدًا- قَالَ له طلحة: أما الآن تقول هذا، وأما في حياته فبعته بالرسن، وما مثلك ومثله إلا كما قَالَ الأول:
لألفينك بعد الموت تندبني ... وفي حياتي ما زودتني زادا
وذلك أن عمر حين قتل خالد قومًا ممن كان ارتد ثم تاب ولم ير أن توبته تنفعه (¬6). فأراد عمر أبا بكر على أن يقيد منه، فأبى عليه، فلما أكثر عليه قَالَ له: ليس ذلك عليك منه، تأول فأخطأ. ووداهم أبو بكر، فأراد عمر أبا بكر على عزل خالد من الشام وقال له: إنه جعل يعطي المال ذا
¬__________
(¬1) "غريب الحديث" 2/ 40.
(¬2) "الصحاح" 3/ 1292.
(¬3) "الجمهرة" لابن دريد 2/ 943.
(¬4) "الصحاح" 4/ 1550 و"لسان العرب" 7/ 4063.
(¬5) "المحكم" 6/ 85.
(¬6) انظر ما سيأتي برقم (4339).

الصفحة 532