كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 9)

فالتقوا مع هرقل على القرية المذكورة في جموعه. يقال: مائة ألف غير من انضم إليهم من المستنفرة، فقتل هؤلاء، ثم اتفق المسلمون على خالد ففتح الله له فقتلهم، وقدم البشير إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان - صلى الله عليه وسلم - أخبرهم بذلك قبل قدومه. وكان هؤلاء الثلاثة من أحب الناس إليه.
قَالَ لجعفر: "أشبهت خلقي وخلقي" (¬1) وقال أخرى: "لا أدري أفرح بقدوم جعفر أو بفتح خيبر" (¬2).
وقال لزيد: "أنت أخونا ومولانا" (¬3) "وإنه لمن أحب الناس إليَّ ولقد كان خليقًا للإمارة" (¬4)، وكان ابن رواحة أحد النقباء واحد شعراء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذين يدافعون عنه. وقال فيه: "أن أخًا لكم لا يقول الرفث" (¬5).
وقوله: (صائر). قيل: صوابه: صير -بكسر أوله وإسكان ثانيه- أي: شقه -بفتح الشين- وهو الموضع الذي ينظر منه كالكوة (¬6)،
¬__________
(¬1) سيأتي برقم (2699) كتاب: الصلح، باب: كيف يكتب: هذا ما صالح فلان بن فلان.
(¬2) رواه بن أبي شيبة عن الشعبي 6/ 384 (32196) كتاب: الفضائل، باب: ما ذكر في جعفر بن أبي طالب، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 281، وله شاهد من حديث عمر بن علي، رواه الحاكم 3/ 208 كتاب: معرفة الصحابة، وله شاهد من حديث أبي جحيفة عن أبيه، رواه الطبراني 22/ 100 (244)، ورواه أيضًا في "المعجم الأوسط" 2/ 287 (2003) وقال: لا يروي هذا الحديث عن مسعر إلا مخلد، تفرد به: الوليد بن عبد الملك، وقال الهيثمي في "المجمع" 9/ 271 - 272: رواه الطبراني في الثلاثة وفي رجال "الكبير" أنس بن سالم، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
(¬3) سيأتي برقم (2699).
(¬4) سيأتي برقم (3730) كتاب: فضائل الصحابة، باب: مناقب زيد بن حارثة مولى النبي - صلى الله عليه وسلم -.
(¬5) سلف برقم (1155) كتاب: التهجد، باب: فضل من تعار من الليل فصلى.
(¬6) انظر: "لسان العرب" 4/ 2300، 2536.

الصفحة 559