كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 9)

وهدبة بن خالد كلاهما، عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس بطوله (¬1)، ثم رواه من حديث ابن علية، عن أيوب، عن عمرو بن سعيد، عن أنس، وفي آخره: "إن إبراهيم ابني، وإنه مات في الثدي، وإن له لظئرين يكملان إرضاعه في الجنة" (¬2) ولابن سعد عن البراء: "إنه صديق شهيد" (¬3) وللترمذي من حديث جابر: فوضعه في حجره وبكى، فقال له ابن عوف: أتبكي وقد نهيت عن البكاء؟! قَالَ: "لا، ولكن نهيت عن صوتين أحمقين" (¬4).
إذا عرفت ذلك فالكلام عليه من أوجه:
أحدها:
حيان بمثناة تحت. والقين: الحداد. وقيل: كل صانع قين. حكاه ابن سيده. وقان الحديدة قينًا: عملها. وقان الإناء يقينه قينا: أصلحه (¬5). والظئر: زوج المرضعة، والمرضعة أيضًا ظئر، وأصله: عطف الناقة على غير ولدها ترضعه. والاسم: الظأر، قاله صاحب "المطالع". وعبارة ابن الجوزي: الظئر: المرضعة، ولما كان زوجها يكفله سمي ظئرًا. وقال ابن سيده: الظئر: العاطفة على ولد غيرها، المرضعة من الناس والإبل، الذكر والأنثى في ذلك سواء. وهو عند سيبويه اسم للجميع (¬6)، وغلط من قَالَ في قوله: كان ظئرًا لإبراهيم. أي:
¬__________
(¬1) "صحيح مسلم" (2315) كتاب: الفضائل، باب: رحمته - صلى الله عليه وسلم - الصبيان والعيال وتواضعه وفضل ذلك.
(¬2) "صحيح مسلم" (2316).
(¬3) "الطبقات الكبرى" 1/ 140.
(¬4) "سنن الترمذي" (1005) كتاب: الجنائز، باب: الرخصة في البكاء على الميت، وقال: هذا حديث حسن.
(¬5) "المحكم" 6/ 314.
(¬6) انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" 3/ 154، و"لسان العرب" 5/ 2741.

الصفحة 576