رضيعه؛ لأن أبا سيف كان كالراب. وقوله في بعض طرقه: يكيد بنفسه (¬1)
-هو بفتح الياء - أي: يجود بها، من كاد يكيد. أي: قارب الموت.
ثانيها:
ولد إبراهيم في ذي الحجة سنة ثمان، ولما ولد تنافست فيه نساء الأنصار أيتهن ترضعه، فدفعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أم بردة بنت المنذر، وزوجها البراء بن أوس، وكنيتها أم سيف امرأة قين، يقال أبو سيف، واسمها خولة بنت المنذر (¬2).
ومات يوم الثلاثاء لعشر ليال خلون من ربيع الأول سنة عشر، ذكره ابن سعد (¬3).
وعن ابن جرير: مات قبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بثلاثة أشهر يوم كسوف الشمس، وله ستة عشر شهرًا، أو سبعة عشر شهرًا أو ثمانية عشر شهرًا. وقال ابن حزم: سنتان غير شهرين (¬4). وأغرب ما فيه من أبي داود: مات وله سبعون يومًا.
وأول من دفن بالبقيع عثمان بن مظعون ثم هو (¬5)، رش على قبره ماء. وقال الزهري: قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو عاش إبراهيم لوضعت
¬__________
(¬1) رواه مسلم من حديث أنس (2315) كتاب: الفضائل، باب: برحمته - صلى الله عليه وسلم - الصبيان والعيال. وأبو داود (3126) كتاب: الجنائز، باب: البكاء على الميت، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 1/ 140، وأحمد 3/ 194.
(¬2) ورد بهامش الأصل ما نصه: خولة بنت المنذر أرضعت النبي - صلى الله عليه وسلم -، كذا استدركت على أبي عمر، وكذا صرح بها غير واحد. وقيل: خولة بنت المنذر أم بردة وأم سيف وأرضعت إبراهيم.
(¬3) "الطبقات الكبرى" 1/ 143.
(¬4) نص على ذلك في "جوامع السيرة" ص 38 - 39.
(¬5) رواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" 7/ 272 (36012) كتاب الأوائل.