كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 9)

وسألت عنه أبا ذر فقال: أراه ابن سلام، وسها فيه أبو محمد الحموي.
ولا أعلم في طبقة شيوخ البخاري محمد بن سالم.
ورواه الإسماعيلي عن محمد بن يحيى المروزي، ثنا خلف بن هشام، ثنا أبو الأحوص، عن أشعث، عن أبيه، عن مسروق، أو الأسود قَالَ: سألت عائشة .. الحديث. ثم قَالَ: لم يذكر البخاري بعدُ أشعث في هذا الوجه.
وفي رواية أبي داود: كان إذا سمع الصراخ قام فصلى (¬1).
وذكر أبو نعيم أن البخاري رواه عن عبدان، عن ابن المبارك، عن شعبة. والذي في البخاري عبدان، عن أبيه، عن شعبة، فاعلمه. وحديثها الآخر أخرجه مسلم (¬2).
إذا عرفت ذلك؛ فالكلام عليها من أوجه:
أحدها:
قوله: ("أَحَبُّ الصَّلَاةِ إِلَى اللهِ صَلَاةُ دَاوُدَ") يريد لمن عدا النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2)} [المزمل: 1 - 2] الآيات وقد سلف أن هذا الأفضل لمن قسم الليل أسداسًا.
وفي "كتاب المحاملي": وإن صلى بعض الليل، فأي وقت أفضل؟
فيه قولان:
أحدهما: أن يصلي جوف الليل.
والثاني: وقت السحر؛ ليصلي صلاة الفجر وهو غريب.
وقوله: ("وَأَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللهِ صِيَامُ دَاوُدَ، كان يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ
¬__________
(¬1) "سنن أبي داود" (1317) باب: وقت قيام النبي - صلى الله عليه وسلم - من الليل.
(¬2) برقم (742) باب: صلاة الليل، وعدد ركعات النبي - صلى الله عليه وسلم - في الليل.

الصفحة 58