كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 9)

نهارا، وهو دليل على طول القيام فيه إذ النافلة المخففة لا تتهيأ له هذا التهيؤ الكامل (¬1).
وحديث عبد الله أخرجه مسلم (¬2)، وهو ظاهر الدلالة على طول القيام؛ لأنه هم أن يقعد ويذر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان عبد الله جلدًا مقتديًا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - محافظًا على ذلك.
وقد اختلف العلماء: هل الأفضل في صلاة التطوع: طول القيام أو كثرة الركوع والسجود؟ فذهبت طائفة إلى الثاني، وروي عن أبي ذر أنه كان لا يطيل القيام ويطيلهما، فسئل عن ذلك فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من ركع ركعة وسجد سجدة رفعه الله بها درجة، وحط عنه بها خطيئة" (¬3)، وروي عن ابن عمر أنه رأى فتى يصلي قد أطال صلاته فلما انصرف قَالَ: من يعرف هذا؟ قَالَ رجل: أنا، قَالَ عبد الله: لو كنت أعرفه لأمرته أن يطيل الركوع والسجود فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا قام العبد يصلي أتي بذنوبه فجعلت على رأسه وعاتقه، فكلما ركع وسجد تساقطت عنه" (¬4).
¬__________
= فلعل ما وقع هنا تحريف لا وجه له، لاضطراب العبارة.
(¬1) انظر: "المتواري" ص 115.
(¬2) برقم (773) باب: استحباب تطويل القراءة في صلاة الليل.
(¬3) رواه أحمد في "مسنده" 5/ 147، والبخاري في "تاريخه" 7/ 430، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 476، والبيهقي في "الكبرى" 3/ 10 كتاب: الصلاة، باب: من استحب الإكثار من الركوع والسجود. من طرق عن أبي إسحاق السبيعي عن المخارق قال: مررت بأبي ذر بالربذة .. الحديث.
(¬4) رواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 477، والبيهقي في "الكبرى" 3/ 10 كتاب: الصلاة، باب: مَن استحب الإكثار من الركوع والسجود. وفي "شعب الإيمان" 3/ 145 - 146 (3146)، من طريق معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث عن يزيد بن أرطأة، عن جبير بن نفير، عن عبد الله بن عمر به، ورواه =

الصفحة 63