وقال آخرون: الذي يأتلف الأحاديث، وينفي التعارض عنها -والله أعلم- أنه قد روى أبو هريرة وعائشة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان إذا قام من الليل يصلي افتتح صلاته بركعتين خفيفتين (¬1). فمن عدهما جعلها ثلاث عشرة سوى ركعتي الفجر، ومن أسقطهما جعلها إحدى عشرة؛ وأما قول عائشة: إن صلاته بالليل سبع وتسع، فقد روى الأسود أنها قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي من الليل تسع ركعات فلما أسن صلَّى سبع ركعات (¬2).
وروي عنها: أنه كان يصلي بعد السبع ركعتين وهو جالس، وبعد التسع كذلك (¬3).
قَالَ المهلب: وإنما كان يوتر بتسع -والله أعلم- حين يفاجئه الفجر، وأما إذا اتسع له فما كان ينقص عن عشر؛ للمطابقة التي بينها وبين الفرائض التي امتثلها - صلى الله عليه وسلم - في نوافله وامتثلها في الصلوات المسنونة (¬4).
¬__________
(¬1) رواية أبي هريرة في "مسلم" برقم (768) باب: الدعاء في صلاة الليل وقيامه.
ورواية عائشة عنده أيضًا برقم (767).
(¬2) هذِه الرواية من طريق يحيى الجزار عن عائشة، أخرجها النسائي 3/ 237، وفي "الكبرى" 1/ 425 - 426 (1348، 1351 - 1350، 1353). وعبد الرزاق في "مصنفه" 3/ 41 (4715) باب: صلاة النبي من الليل ووتره.
وأما رواية الأسود عن عائشة، فهذا لفظها: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي من الليل تسع ركعات. دون الزيادة المذكورة في حديث يحيى عنها.
وقد أخرج رواية الأسود النسائي في "الكبرى" 1/ 425 - 426 (1349 - 1350، 1353).
(¬3) هذِه الرواية في "مصنف عبد الرزاق" 3/ 39 (4713) باب: صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - من الليل ووتره.
(¬4) كما في "شرح ابن بطال" 3/ 131.