كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 9)

ابن فارس نحوه قَالَ: {نَاشِئَةَ اللَّيْلِ} [المزمل: 6] يريد: القيام والانتصاب للصلاة (¬1).
فمعنى: نشأ بالحبشية: قام. ولعلها وافقت اللغة العربية في هذا الحبشية.
وقال ابن عباس أيضًا: {نَاشِئَةَ اللَّيْلِ}: أوله، ونحو ما بين المغرب والعشاء. وقال الحسن والحكم: هي من العشاء الآخرة إلى الصبح. وعن ابن عباس وابن الزبير: الليل كله ناشئة (¬2). وقول أكثر الناس فيما حكاه ابن التين عنهم وصححه، والمعنى: إن الساعات الناشئة من الليل -إن المبتدئة القبلية- بعضها في إثر بعض.
وقال الأزهري: {نَاشِئَةَ اللَّيْلِ} [المزمل: 6] قيامه، مصدر جاء على فاعلة كعاقبة. وقيل: ساعاته. وقيل: كل ما حدث بالليل وبدأ فهو ناشئة.
وقال نفطويه: كل ساعة قامها قائم من الليل فهي ناشئة.
وقوله: (وَطِاءً مواطأة). قَالَ الأخفش: {أَشَدُّ وَطْئًا} أي: قيامًا.
وأصل الوطء في اللغة: الثقل. ومنه الحديث: "اللهم اشدد وطأتك على مضر" (¬3) وقيل: أشد وطاء أشد ثباتًا من النهار، نحو ما في البخاري، من قولك: وطئت الشيء: ثبتُّ عليه. وذكر الإسماعيلي في قوله: {وَطْئًا} أنه على التفسير المذكور: القراءة وطاء، ممدود، والمعنى في وطأ مهموز. أي أثبت للقيام، وكأنه يريد أن القيام بعد قومه أعون على القيام ويقيم القراءة.
¬__________
(¬1) "مجمل اللغة" 2/ 868.
(¬2) رواه الطبري في "تفسيره" 12/ 282 (35205).
(¬3) يأتي برقم (6200) كتاب: الأدب، باب: تسمية الولد.

الصفحة 80