كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 9)

وأخرج ابن شاهين أيضًا من طريق هشام بن الكلبي حدثني رجل من بني سليم ثم من بني الشريد قال وفد رجل منا يُقَالُ لَهُ: قدد بن عمار على النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلم فاسلم وعاهده على ان يأتيه بألف من بني سليم على الخيل وقال في ذلك:
شددت يميني إذا أتيت محمدا ... بخير يد شدت بحجزة مئزر
وذاك امرؤ قاسمته نصف دينه ... فاعطيته كف امرئ غير معسر
وإن امرأ فارقته عند يثرب ... لخير نصيح من معد وحمير
ثم أتى قومه فأخبرهم الخبر فخرج معه تسعمِئَة فاقبل بهم يريد النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم فنزل به الموت فاوصى إلى ثلاثة رهط من قومه منهم عباس بن مرداس وأمره على ثلاثمِئَة والأَخْنَس بن يزيد على ثلاثمِئَة وحبان بن الحكم على ثلاثمِئَة وقال امضوا العهد الذي في عنقي فاتوا النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم فأخبروه بموته وخبره فقال أين تكملة الألف فقالوا خلفها بالحي مخافة حرب كانت بيننا وبين بني كنانة فقال ابعثوا إليهم فأنه لا يأتيكم العام شيء تكرهونه فاتوه بالعدة عليهم المقنع بن مالك بن أُمَيَّة وفي ذلك يقول عباس بن مرداس في المقنع:
القائد المِئَة التي وفى بها ... تسع المئين فتم الفا افرعا

الصفحة 45