كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 9)

قلت: فروة الذي تقدم غير هذا ذاك جذامي وهذا سلولي فاني يجتمعان وقد عجبت من تقرير ابن الأَثِير كلام أبي موسى مع تحققه بمعرفة الأنساب من ان فروة الذي أشار اليه لم يلق النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم وانما اسلم في حياته فقتلته الروم من أجل ذلك.
وقد تقدم ذلك في فروة بن عامر الجذامي في القسم الثالث فان أحد ما قيل في اسم أَبيه نفاثة كما تقدم في ترجمته واضحا.
قال أَبو حاتم السجستاني في المعمرين قالوا أنه عاش مِئَة وأربعين سنة وأدرك الإسلام فاسلم وقال ابنُ سَعْد والمرزباني وفد على النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلم.
وأخرج ابن شاهين، وابن السَّكَن بسند واحد إلى عمر بن ثوابة بن تميمة بن قردة بن نفاثة حدثني أبي، عَن أَبيه، عَن جَدِّه قردة بن نفاثة أنه وفد على رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلم وبايعه فقال اسمع مني يا رسول الله فأنشده:
بان الشباب فلم احفل به بالا ... واقبل الشيب والإسلام اقبالا
وقد أروى نديمي من مشعشعة ... وقد اقلب اوراكا واكفالا
فالحمد لله إذ لم يأتي اجلى ... حتى اكتسيت من الإسلام سربالا

الصفحة 47