كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 9)

وقال غيره: كان الزبير وطلحة يسيران فعرض لهما متمم فوقف ليمضي فوقف فتعجلا فتعجل فقال ما اثقلكما فقال هباني اغدر الناس أأغدر بأصحاب محمد صَلى الله عَلَيه وسَلم هباني خفت الضلال فأحببت أن اهتدي بكما هباني خفت الوحشة فأردت أن استأنس بكما فقالا له من أنت قال متمم بن نويرة فقالا مللنا غير مملول هات أنشدنا فأنشدهما أول قصيدته العينية:
لعمرك ما دهري بتأبين مالك ... ولا جزعا مما أصاب فأوجعا
أبي الصبر أيات اراها وانني ... أرى كل حبل دون حبلك اقطعا
واني متى ما ادع باسمك لا تجب ... وكنت جديرا ان تجيب وتسمعا
تراه كنصل السيف يهتز للندى ... إذا لم يجد عند امرئ السوء مطمعا
فان تكن الأيام فرقن بيننا ... فقد بان محمودا اخى حين ودعا
سقى الله أرضا حلها قبر مالك ... ذهاب الغوادي المدجنات فأمرعا
ووالله ما اسقى البلاد لحبها ... ولكنما اسقى الحبيب المودعا.

الصفحة 507