كتاب الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة (اسم الجزء: 9)
والمخرج من هذه الفتن الاستعاذة بالله منها والبعد عنها واجتنابها، والاعتصام بكتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- وسؤاله سبحانه الثبات على الدين، روى الحاكم في المستدرك من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إِنِّي تَرَكْتُ فِيكُمْ شَيْئَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُمَا: كِتَابُ الله وَسُنَّتِي» (¬١).
وروى الإمام أحمد في مسنده من حديث عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ، ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ» (¬٢). وروى مسلم في صحيحه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ» (¬٣) (¬٤).
فائدة مهمة:
سُئل حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه-: كيف يَعرف الرجل منا هل أصابته الفتنة أم لا؟ فأجاب: «إذا أحب أحدكم أن يعلم أصابته الفتنة أم لا؟ فلينظر، فإن كان رأى حلالًا كان يراه حرامًا فقد أصابته الفتنة، وإن كان يرى حرامًا كان يراه حلالًا فقد أصابته» (¬٥).
---------------
(¬١). مستدرك الحاكم (١/ ٢٨٤) وصححه الألباني -رحمه الله- في صحيح الجامع الصغير برقم ٢٩٣٧.
(¬٢). مسند الإمام أحمد (١٩/ ١٦٠)، وقال محققوه: إسناده قوي على شرط مسلم، وأصله في صحيح مسلم.
(¬٣). برقم ٢٦٥٤.
(¬٤). خطب الشيخ د. عبدالمحسن القاسم (٣/ ٢١٠ - ٢١٧).
(¬٥). مستدرك الحاكم (٤/ ٥١٤) برقم ٨٤٤٣ وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.