كتاب الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة (اسم الجزء: 9)
الحمد والنعمة لك (¬١).
والذي عليه جمهور العلماء، أن الجهر بالتلبية خاص بالرجال، ونقل ابن عبدالبر الإجماع على ذلك، فقال: «وأجمع العلماء على أن السنة في المرأة ألَّا ترفع صوتها، وإنما عليها أن تسمع نفسها» (¬٢).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: «والمرأة ترفع صوتها بحيث تسمع رفيقتها، وعليه يُحمل فعل عائشة -رضي الله عنها-» (¬٣).
والتلبية من لبى بمعنى أجاب، فلفظة لبيك مثناة على قول سيبويه، والجمهور تثبتها للتكثير، أي إجابة لك بعد إجابة، أو إجابة لازمة (¬٤).
وقد وردت الأحاديث في فضلها، فروى الترمذي في سننه من حديث سهل بن سعد -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُلَبِّي إِلَّا لَبَّى مَنْ عَنْ يَمِينِهِ، أَوْ عَنْ شِمَالِهِ مِنْ حَجَرٍ أَوْ شَجَرٍ أَوْ مَدَرٍ، حَتَّى تَنْقَطِعَ الْأَرْضُ مِنْ هَاهُنَا وَهَاهُنَا» (¬٥).
وروى الترمذي في سننه من حديث أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- أَنّ
---------------
(¬١). (٤١/ ٢٢١) برقم ٢٤٦٩٠، وقال محققوه: حديث صحيح وأصله في البخاري.
(¬٢). التمهيد (١٧/ ٢٤٢).
(¬٣). الفتاوى (٢٦/ ١١٥).
(¬٤). الموسوعة الكويتية (١٣/ ٢٦١).
(¬٥). برقم ٨٢٨ وصححه الألباني -رحمه الله- في صحيح سنن الترمذي (١/ ٢٤٩) برقم ٦٦٢.