كتاب الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة (اسم الجزء: 9)

إلا أنهما لم يخرجاه للاختلاف فيه على عروة، وعلى هشام بن عروة» (¬١).
قال الشافعي -رحمه الله-: «قد سألنا عن قيس بن طلق فلم نجد من يعرفه بما يكون لنا قبول خبره»، وقال أبو حاتم: «قيس بن طلق ليس فيمن تقوم به حجة، ووهاه» (¬٢).
وقالوا: إن حديث طلق موافق لما كان الأمر عليه قبل ورود بسرة بنت صفوان من البراءة الأصلية، وحديث بسرة ناقل عنها.
وهذا ما تفتي به اللجنة الدائمة، فقد سُئلت عن هذه المسألة، فكان الجواب: الراجح من أقوال العلماء في هذه المسألة قول الجمهور وهو نقض وضوء من مس ذكره؛ لأن حديث «مَاَ هُوَ إِلَّا بَضْعَةٌ مِنْكَ» ضعيف، لا يقوى على معارضة الأحاديث الصحيحة الدالة على أن من مس ذكره فعليه الوضوء، والأصل أن الأمر للوجوب وعلى تقدير عدم ضعفه فهو منسوخ بحديث: «مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ» (¬٣).
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبدالرزاق عفيفي ... عبدالعزيز بن باز
---------------
(¬١). تلخيص الحبير لابن حجر العسقلاني -رحمه الله- (١/ ٣٤٧).
(¬٢). تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني -رحمه الله- (٣/ ٤٥٠).
(¬٣). فتاوى اللجنة الدائمة (٥/ ٢٦٤ - ٢٦٥) برقم ٦٩٩٠.

الصفحة 35