كتاب الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة (اسم الجزء: 9)
عَلَى مَا تَقُولُونَ»، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأَبِي سَلَمَةَ، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ فِي الْمَهْدِيِّينَ، وَاخْلُفْهُ فِي عَقِبِهِ فِي الْغَابِرِينَ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، وَافْسَحْ لَهُ فِي قَبْرِهِ وَنَوِّرْ لَهُ فِيه» (¬١). وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «اللَّهُمَّ اخْلُفْ جَعْفَرًا فِي أَهْلِهِ» (¬٢).
ويُروى عن الشافعي أنه قال:
إِنِّي مُعَزِّيك لا أَنِّي على ثِقَةٍ ... مِنَ الخُلُود ولكن سُنَّةِ الدِّين
فَمَا المُعَزَّى بِبَاقٍ بعد مَيِّتهِ ... ولا المُعَزِّي ولو عَاشا إلى حين (¬٣).
وكتب رجل إلى بعض إخوانه يعزيه بابنه: «أما بعد: فإن الولد على والده ما عاش حُزَنُ وفِتْنَةُ، فإذا قدمه فصلاة ورحمة، فلا تجزع على ما فاتك من حزنه وفتنته، ولا تضيع ما عوضك الله -عز وجل- من صلاته ورحمته».
ومات ابن للإمام الشافعي فأنشد من [الطويل]:
وَمَا الدَّهرُ إلَاّ هكَذَا فَاصطَبر لَهُ ... رزِيَّةُ مَالٍ أوْ فِراقُ حَبيبِ (¬٤).
وكتب عمر بن عبدالعزيز إلى عون بن عبد الله يعزيه على ابنه: أما بعد! فإنا من أهل الآخرة سكنا الدنيا أموات أبناء أموات، فالعجب من ميت كتب إلى ميت يعزيه عن ميت .. والسلام (¬٥).
---------------
(¬١). برقم ٩٢٠.
(¬٢). قطعة من حديث، مسند الإمام أحمد (٣/ ٢٠٨) برقم ١٧٥٠، وقال محققوه: إسناده صحيح على شرط مسلم من قوله: لا تبكوا على أخي.
(¬٣). الأذكار للنووي ص ٢٦٢.
(¬٤). الأذكار للنووي ص ٢٦٤.
(¬٥). الجامع لشعب الإيمان للبيهقي (١٤/ ٣٦٢) قال محققه: إسناده جيد.