كتاب الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة (اسم الجزء: 9)

بقوله: ولا تقولوا هجرًا» (¬١).
روى الإمام أحمد في مسنده والحاكم في مستدركه من حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إنِّي نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا، فَإِنَّ فِيهَا عِبْرَةً، وَلا تَقُولُوا مَا يُسْخِطُ الرَّبَّ» (¬٢).
قال الصنعاني عقب أحاديث الزيارة: «الكل دال على مشروعية زيارة القبور وبيان الحكمة فيها، وأنها للاعتبار، فإذا خلت من هذه لم تكن مرادة شرعًا» (¬٣).
وذهب بعض أهل العلم إلى جواز زيارة القبور للرجال والنساء، فقد ورد في الصحيحين من حديث أنس -رضي الله عنه-: أَنّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-، مَرَّ بِامْرَأَةٍ عِنْدَ قَبْرٍ، فَقَالَ: «اتْقِي الله، واصْبِرِي» (¬٤).
قال الحافظ في فتح الباري -رحمه الله-: «وموضع الدلالة منه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم ينكر على المرأة قعودها عند القبر وتقريره حجة (¬٥)» أهـ
وذهب جمع من أهل العلم إلى المنع، لقوله -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه
---------------
(¬١). المجموع (٥/ ٣١٠).
(¬٢). مسند الإمام أحمد (٣/ ٣٨) ومستدرك الحاكم (١/ ٧٠٨) برقم ١٤٢٦، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي، قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله- في أحكام الجنائز وبدعها، ص ٢٢٨: وهو كما قالا.
(¬٣). سبل السلام (٣/ ٣٢٠ - ٣٢١).
(¬٤). صحيح البخاري برقم ١٢٨٣، وصحيح مسلم برقم ٩٢٦.
(¬٥). فتح الباري (٣/ ١٤٨ - ١٤٩).

الصفحة 92