كتاب الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة (اسم الجزء: 9)

الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَيَرْحَمُ الله الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَالْمُسْتَأْخِرِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَلَاحِقُونَ» (¬١).
والثالث: رواه مسلم في صحيحه من حديث بريدة -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر، فكان قائلهم يقول: «السَّلامُ عَلَى أَهْلِ الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَإِنَّا إنْ شَاءَ الله بِكُمْ للاحِقُونَ، نَسْأَلُ اللَّهَ لَنَا وَلَكُمُ الْعَافِيَةَ» (¬٢) (¬٣).
ومن فاتته الصلاة على الميت قبل دفنه صلى على قبره، لما ورد في الصحيحين من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد ففقدها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسأل عنها؟ فقالوا ماتت، فقال: «أفلا كنتم آذنتموني؟ » قال: فكأنهم صغروا أمرها، فقال: دلوني على قبرها، فدلوه، فصلى عليها، ثم قال: «إِنَّ هَذِهِ الْقُبُورَ مَمْلُوءَةٌ ظُلْمَةً عَلَى أَهْلِهَا، وَإِنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ يُنَوِّرُهَا لَهُمْ بِصَلَاتِي عَلَيْهِمْ» (¬٤).

ومن البدع والشركيات التي تحصل عند القبور، وأشير إلى بعضها:
١ - الذبح والنحر عند القبور، وهو من أعظمها، لقوله -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه أبو داود في سننه من حديث أنس: «لَا عَقْرَ فِي الْإِسْلَامِ» (¬٥).
---------------
(¬١). صحيح مسلم برقم ٩٧٤.
(¬٢). صحيح مسلم برقم ٩٧٥.
(¬٣). أحكام الجنائز وبدعها للشيخ الألباني -رحمه الله-، ص ٢٣٩ - ٢٤٠ بتصرف.
(¬٤). صحيح البخاري برقم ٤٥٨، وصحيح مسلم برقم ٩٥٦.
(¬٥). سنن أبي داود برقم ٣٢٢٢، وأحمد في مسنده (٣/ ١٩٧)، قال الألباني في أحكام الجنائز ص ١٢٥٩: إسناده صحيح على شرط الشيخين.

الصفحة 94