كتاب سلسلة جهاد شعب الجزائر (اسم الجزء: 9)

الميادين الاجتماعية والسياسية والعسكرية. وأصبحت منطقة وهران بمقتضى التنظيم الجديد تحمل اسم (الولاية الخامسة)، وتعمل تحت قيادة (عبد الحفيظ بوصوف)، وقسمت الولاية بدورها إلى ثماني مناطق، مقسمة الى نواح وأقسام، وحددت المسؤوليات تحديدا دقيقا. وأدخلت الرتب العسكرية. وأصبح الجيش منظما تنظيما حديثا. ومدربا تدريبا عسكريا جيدا. وكان لهذا التنظيم الجديد صداه الكبير في الداخل والخارج. وتدعمت الثورة بخروج الشباب المثقف لميدان العمل بعد إعلان الإضراب العام عن الدراسة في المدن، وتطوعهم في جيش التحرير، حيث قدموا خدمات كبيرة في ميدان نشر الوعي الاجتماعي والسياسي في صفوف الشعب. وأسهموا بإطلاق طاقاته الكامنة، وتنظيمها لبناء الجزائر الجديدة.
تبع ذلك تغيير في الحالة النفسية للشعب، فقد انتشرت الفكرة الثورية بجانبيها الاجتماعي والسياسي. وكانت المنشورات والصحف الصادرة عن الولاية، توضح للشعب مبادىء الثورة وأهدافها، وتتحدث عن نشاط الثورة في الداخل والخارج. ونظم الموجهون السياسيون الخلايا الثورية في كل مكان من القرى والمدن. كما تكونت (المجالس الشعبية التي ينتخبها الشعب بالاقتراع العام المباشر. وكانت الانتخابات تجري في الليل، ويقبل أفراد الشعب على الاشتراك فيها بحماسة رائعة.
وتقوم هذه المجالس، الى جانب اللجان الثلاثية، بكل الأعباء الإدارية والاجتماعية، من تعليم وقضاء وجمع للتبرعات، وإشراف على الخدمات الصحية، وإسعاف للمنكوبين من ضحايا

الصفحة 201