كتاب سلسلة جهاد شعب الجزائر (اسم الجزء: 9)

القمع الاستعماري. فيحصل المحتاجون والأيتام وعائلات المعتقلين والمجاهدين على الإعانات اللازمة لهم. وكثيرا ما كان يحدث أن تجد أسرة تعرضت للقمع الاستعماري وفقدت منزلها، خلال ساعة واحدة، بيتا جديدا يؤويها، مع تقديم كل المساعدات من مأكل وثياب، وسوى ذلك من متطلبات الحياة الضرورية.
وفي مجال الخدمات الصحية، أصبح في ولاية وهران - اعتبارا من عام 1957 على وجه التحديد - عدد كبير من الأطباء والطلاب الذين درسوا في كليات الطب، والممرضين (وكان يتم من قبل تكليف الممرضين بتعليم المجاهدين مبادىء الإسعاف الأولية) وأدى توافر الأطباء الى دعم التنظيم الصحي. فأقيمت مراكز طبية ومستوصفات تعمل تحت الأرض - في الملاجىء - يعمل فيها الممرضون ويتردد عليها الأطباء. ونظمت مدرسة لإعداد الممرضين. ونجح أحد الأطباء بإقامة مستشفى كامل الأجهزة والمختبرات، تحت الأرض، وبه أجهزة لإجراء التحاليل، والقيام بالتجارب الطبية، مع وجود أسرة كافية لمعالجة الحالات الخطيرة. ودرب عددا من الممرضات الاختصاصيات لمعالجة النساء والمدنيين الذين أصبحوا بعد المقاطعة التامة للإدارة الإفرنسية وأجهزتها، يمتنعون عن الذهاب للأطباء الإفرنسيين. فكان من الضروري الاهتمام بمعالجتهم. وكان الطبيب يقوم بنفسه بجولات على القرى لمعالجة المرضى المدنيين - غير المقاتلين. وقد انتشر هذا التنظيم الصحي في جميع أنحاء الولاية، فكان يوجد في كل منطقة طبيبان أو ثلاثة أطباء، ومستشفى للجراحة العامة، الى جانب

الصفحة 202