كتاب صحيح البخاري - ط الشعب (اسم الجزء: 9)

قَالَ : قُلْتُ لَهُمَا : مَا هَذَا ؟ قَالَ : قَالاَ لِي : انْطَلِقِ انْطَلِقْ ، فَانْطَلَقْنَا ، فَأَتَيْنَا عَلَى رَوْضَةٍ مُعْتَمَّةٍ ، فِيهَا مِنْ كُلِّ لَوْنِ الرَّبِيعِ ، وَإِذَا بَيْنَ ظَهْرَيِ الرَّوْضَةِ رَجُلٌ طَوِيلٌ ، لاَ أَكَادُ أَرَى رَأْسَهُ طُولاً فِي السَّمَاءِ ، وَإِذَا حَوْلَ الرَّجُلِ مِنْ أَكْثَرِ وِلْدَانٍ رَأَيْتُهُمْ قَطُّ , قَالَ : قُلْتُ لَهُمَا : مَا هَذَا ؟ مَا هَؤُلاَءِ ؟ قَالَ : قَالاَ لِي : انْطَلِقِ انْطَلِقْ , فَانْطَلَقْنَا , فَانْتَهَيْنَا إِلَى رَوْضَةٍ عَظِيمَةٍ ، لَمْ أَرَ رَوْضَةً قَطُّ أَعْظَمَ مِنْهَا ، وَلاَ أَحْسَنَ قَالَ : قَالاَ لِي : ارْقَ , فَارْتَقَيْتُ فِيهَا ، قَالَ : فَارْتَقَيْنَا فِيهَا ، فَانْتَهَيْنَا إِلَى مَدِينَةٍ مَبْنِيَّةٍ بِلَبِنِ ذَهَبٍ وَلَبِنِ فِضَّةٍ ، فَأَتَيْنَا بَابَ المَدِينَةِ , فَاسْتَفْتَحْنَا , فَفُتِحَ لَنَا , فَدَخَلْنَاهَا ، فَتَلَقَّانَا فِيهَا رِجَالٌ شَطْرٌ مِنْ خَلْقِهِمْ كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ ، وَشَطْرٌ كَأَقْبَحِ مَا أَنْتَ رَاءٍ , قَالَ : قَالاَ لَهُمْ : اذْهَبُوا , فَقَعُوا فِي ذَلِكَ النَّهَرِ , قَالَ : وَإِذَا نَهَرٌ مُعْتَرِضٌ يَجْرِي , كَأَنَّ مَاءَهُ المَحْضُ مِنَ البَيَاضِ ، فَذَهَبُوا , فَوَقَعُوا فِيهِ ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَيْنَا قَدْ ذَهَبَ ذَلِكَ السُّوءُ عَنْهُمْ ، فَصَارُوا فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ , قَالَ : قَالاَ لِي : هَذِهِ جَنَّةُ عَدْنٍ , وَهَذَاكَ مَنْزِلُكَ , قَالَ : فَسَمَا بَصَرِي صُعُدًا , فَإِذَا قَصْرٌ مِثْلُ الرَّبَابَةِ البَيْضَاءِ , قَالَ : قَالاَ لِي : هَذَاكَ مَنْزِلُكَ , قَالَ : قُلْتُ لَهُمَا : بَارَكَ اللَّهُ فِيكُمَا , ذَرَانِي فَأَدْخُلَهُ ، قَالاَ : أَمَّا الآنَ فَلاَ ، وَأَنْتَ دَاخِلَهُ ,

الصفحة 57