كتاب البهجة الوفية بحجة الخلاصة الألفية (اسم الجزء: 1)

أَبْيَاتُهُ عَشْرَةُ آلَافٍ وَمَا ... عَدَدْتُ مِنْهَا شَاهِدًا قَدْ أَتْمَمَا

واحتوى النظم على مقدمة للكتاب، وبعدها مقدمة في مهمات هذا الفن، وتلاها شرح لبداية ألفية ابن مالك وبدأه بالبسملة.
ثم ساير ابن مالك حرفًا حرفًا يمزج كلامه بكلامه، وكلام ابن مالك المبثوث في نظم الغزي ملون باللون الأحمر، ولو قرأت الملون بالأحمر وحده فإنك تقرأ ألفية ابن مالك.
وفي الختام شرح خاتمة الألفية، ثم ألحقها بختام للشرح ثم ختام للكتاب كله مفتخرًا معتدًا بهذا المصنف الغريب الذي لم يسبقه أحد في النسج على منواله فتراه يقول فيه (¬١):
فِي الدَّهْرِ لَمْ أُسْبَقْ إِلَى مِثالِهِ ... وَلَا يُرَى نَسْجٌ عَلَى مِنْوَالِه

لكنه لا ينسى نفسه في مدح كتابه بل ينسب الفضل لله تعالى في جميع أعماله قائلًا (¬٢):
وَاللهِ مَا نَظَمْتُهُ وَعِنْدِي ... وَلَوْ بَذَلْتُ طَاقَتِي وَجَهْدِي
أَنِّيَ مِنْهُ بِالِغٌ بُعَيْضَ مَا ... حَقَّقْتُهُ فِيهِ إِلَى أَنْ نُظِمَا
وَإِنَّمَا اللهُ تَعَالَى سَهَّلَهْ ... بِمَنِّهِ الجَزِيلِ حَتَّى أَكْمَلَهْ
فَيَا لَهُ مِنْ نِعْمَةٍ لَوْ صُرِفَا ... شُكْرُ الوَرَى طُرًّا عَلَيْهِ مَا وَفَى

أما عن زمن نظم الشرح فهو كان في منتصف شعبان من عام تسعمئة وأربعين للهجرة، قال (¬٣):
خَتَمْتُهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَه ... تَنَزَّلَتْ فِي جَوْفِهَا المَلَائِكَه
يُفْرَقُ فِيهَا كُلُّ أَمْرٍ مُحْكَمِ ... مِنْ نِصْفِ شَعْبَانَ الأَغَرِّ الأَكْرَمِ
لِعَامِ أَرْبَعِينَ مِعْ تِسْعِمِئَه ... عَمَّ الجَمِيلُ خَتْمَهُ وَمَبْدَأَهْ
_________
(¬١) انظر: البيت ٤٧.
(¬٢) انظر: البيت ١٠٠٣٢ وما بعده.
(¬٣) انظر: البيت ١٠٠٥١ وما بعده.

الصفحة 19